mardi 9 février 2010

A NBK


NOUREDDINE BEN KHEDHER dirigeant de la Gauche Tunisienne des années 60/70, Image de proue du mouvement estudiantin tunisien des année70 engagé politiquement comme cofondateur du mouvement contestataire « Perspectives » en 1963 au moments les plus noirs de la pensée unique et du parti unique dont les séquelles continuent à traumatiser notre pays. il à connu la prison la torture et l'exil et fini dans l'exclusion. Sa dernière apparition pour soutenir l'initiative démocratique qui commence à se dessiner comme un nouveau projet pour unir la gauche en Tunisie malgré la maladie démontre qu'il n'a rien renier de son engagement pour l'action en faveur de la justice sociale dans son pays.

Ceci est une présentation que j 'ai trouvée ICI . Mais pour moi : un camarade et ami très proche de papa , l'ami de toute la famille , mon ami . Un homme souriant qui propage des ondes positives autour de lui ,un grand coeur, CERES et le monde de l 'édition , mon premier boulot d'étudiante, mon premier chèque, IBLA, 9 avril, des concerts dont un inoubliable celui de Marcel Khalifa a Carthage il y' a bien longtemps, de multiples sessions des JCC , la peinture , la copyright,les livres , la culture , la musique et les CDs originaux,

Quoique 5 ans se sont écoulés, la douleur est la même, la tristesse et le chagrin sont aussi forts qu'un jour ou papa nous a appelées Mina et Moi pour nous annoncer ton décès , la voix tremblante . La douleur est aussi douloureuse que le jour ou nous sommes partis a El Hamma pour t'enterrer ...

5 années se sont écoulées mais les larmes sont les larmes , les soupirs sont les mêmes soupirs , les douleurs sont les mêmes douleurs ...


Repose toi en Paix . Mes pensees vont a Aicha, Efeq (Salma), Nadim et Ali .

mercredi 27 janvier 2010

Passes d'armes entre Mohamed Sayah et N.B.K ! ou visions croisées sur perspectives


سيمنار الذاكرة الوطنية

31 ماي 2003

محمد الصياح ونور الدين بن خذر : الرؤى المتقاطعة حول برسبكتيف

د. خليل الزميطي :

Pour la préparation de ce débat, il a été demandé à chacun des deux intervenants d’indiquer les points sur lesquels ils souhaitaient que porte la discussion de manière non limitative. Voici les points qui ont été mentionnés par monsieur Noureddine Ben Kheder :

1) La section de Paris et l’affaire de l’urne électoral en 1963 ;

2) Les conséquences sur le processus démocratique au sein du mouvement estudiantin ;

3) La part de responsabilité des acteurs dans ce coup d’arrêt donné à l’orientation pluraliste et dans la consolidation de l’esprit de parti unique ;

4) La relation entre ce blocage totalitariste et la réaction perspectiviste ;

5) La fin justifie-t-elle les moyens ?

6) Le personnage de Bourguiba et la notion de poussières d’individus ;

7) Qui était en fait Bourguiba ? Si Mohamed Sayah a mentionné les points suivants :

1) La critique est aisée mais l’art est difficile, le responsable politique et son image ;

2) La relation entre l’évolution de la ligne idéologique de Perspectives et le pouvoir d’Etat ;

3) Autour de la guerre de Bizerte et de la mort de Lumumba ;

4) Perspectives et mars 68 ;

5) Les techniques d’agitation ;

6) Que signifie « être les héritiers de Bourguiba » ? ;

7) La contribution du mouvement Perspectives au remodelage de la société tunisienne contemporaine.

Pour l’organisation de la discussion, nous allons reprendre chacun de ces points en demandant à celui qui l’a proposé de le développer avant que l’autre ne le commente à son tour de manière claire, précise et brève. Ensuite la parole sera donnée à la salle pour le débat général avant de demander à nouveau aux deux intervenants de clôturer en élargissant le débat. Nous allons commencer par le premier point en demandant à Noureddine d’ouvrir le feu.

Partie I

نور الدين بن خذر :

إني أهاب أن أبدأ اللقاء ومرد ذلك أني منذ خمسين سنة أحلم أن ألتقي ذات يوم مع قطب من أقطاب الحزب الدستوري مثل سي محمد الصياح أو من يوازيه. المهم أني أتعاطى الاهتمام بالشأن العام وقضية الوطن، وأنا أحلم بمثلما شاهدته في أوربا وفي باريس، حيث بإمكان خصمين يحبان وطنهما ولهما آراء مختلفة أن يلتقيا دون سباب أو شجار، وإن شاء الله في ختام هذا اليوم نثبت جميعا بأننا كنا نستطيع تحقيق أفضل مما تحقق، وكان النقاش ممكنا كما كان ممكنا تحاشي المآسي التي عشناها.

ثانيا : أشعر بشيء من الغيظ حيث جئنا لنتكلم كمحاربين قدامى، فلو حدث مثل هذا النقاش عندما كنا شبابا، لكان مثمرا بالنسبة للبلد، نقاش اليوم من الممكن أن نستغله ولكن لدي شعور بأن قد فات الأوان، إذ أنه حديث بين عجوزين. المهم أننا بدأنا وأريد من سي محمد أن يقتنع بأني شخصيا لا أشعر إزاءه بأي تشنج أو عداء، وقد كنت أعتبره دائما وطنيا وأنه على قناعة وإن كان على خطإ في قناعته، وبالتالي فأنا مع خصم لدود ولست مع عدو. فمهما تكن شدة النقاش فهو يتأتى من مواطن يحترم مواطنا آخر، يعرف أنه تحمل مسؤوليات وأنه يدفع ثمن ذلك. وفيما عدا الفترة الطويلة التي قضيتها في السجن فلا أظن أني لم أقرأ كل ما كتبه سي محمد الصياح. وقبل الدخول في صميم الموضوع أذكر أنه في مسقط رأسي، الحامة، هناك قناعة ثابتة بأني أعرف شخصيا سي محمد الصياح، وأننا التقينا العديد من المرات، وأننا تصارعنا، وأني تغلبت على محمد الصياح مثلما تغلب الجنوب على الساحل. ومن الغريب أن صلتي به لم تكن متجسدة، مع أنه كان موجودا في كياني. وكلما عدت إلى مسقط رأسي يقال لي بأن سي محمد الصياح صاحبي. لكن من جهة أخرى، كلما حاولت التعبير عن رأي مخالف مع السلطة، يقال لي بأن سي محمد الصياح منكم، إنه أحمر، إذ كان في الحزب الشيوعي. سؤال بسيط أوجهه إلى سي محمد قبل البداية : لقد راجت فكرة بأنك انتميت إلى اليسار، وكنت عضوا في الحزب الشيوعي، ليتك تفيدنا بالصحيح في علاقتك سواء مع الفكر اليساري أو مع الحزب الشيوعي. من جهة أخرى كنت أود أن نبتدئ النقاش مع سي محمد بموضوع وهو علاقة المثقف بالحكم وبالأمير. لدي سؤال مهم جدا لأني أعتبر سي محمد مثقفا وله رصيده المعرفي والجامعي وأتى إلى العمل السياسي واختار التعامل مع الأمير واختار أن يجعل من زعيم غولا (un monstre)، في حين أعتبر أن عمل المثقف الدائم والأزلي هو خصومة الأمير، وأنه لا يمكن لمثقف حقيقي أن يساير أو يداهن الأمير. ولكن بما أن سي خليل اقترح كعنصر أساسي : تعدي النظام وحزب الدستور آنذاك عن طريق سفارته في باريس وعن طريق أعوانه في الاتحاد العام لطلبة تونس على مسيرة راقت لي شخصيا. وحتى أضع سي محمد في الإطار أذكر بأني اكتشفت عالم التونسيين في باريس، إذ كنت توجهت إلى هناك للعلاج وقضيت سنوات وأنا بعيد عن الجالية التونسية. وقد مررت أمام 115، ودخلت صدفة إلى هناك، ولم أكن أتصور حتى ذلك الحين وجود تونسيين يتكلمون باللهجة التونسية ويتناولون الكسكسي الخ..، وانخرطت بسرعة في اتحاد الطلبة، وقد نشطت فيه لمدة سنتين قبل كارثة 1963، وقد كان ذلك محددا في حبي لهذا البلد. وكنت أعتقد بإمكانية مبدأ التعايش، وقد عشت في تلك الفترة وأعتبر أن اتحاد الطلبة كان إطارا ومكونا أساسيا للنخبة ولفكرة التعايش المشترك، وكنت لا أرى أي حرج في أن يتناول الدستوري الكلمة، وكان الدستوري نسبيا لا يرى حرجا في أن يتناولها طالب يساري، وكان الاقتراع هو الفيصل، وكنا لا نرى حرجا في أن يتحصل الدستوريون على الأغلبية، ولكن هناك أقلية أخرى تذهب إلى المؤتمر، وفي المؤتمر كان النقاش ممكنا ومفتوحا، وكان اليسار معترفا به بصفته تلك، وله حق الإنابة وله الحق في الكلام والاحتجاج إلخ..، وكان بلقاسم الشابي في الهيئة الإدارية للاتحاد وقد واجه بورڤيبة، فدور اتحاد الطلبة أساسي ومهم وقد أفرز كل من أشرف على مصير هذا البلد أو من ملأ سجون تونس، فاتحاد الطلبة هو من بين ما يميز تونس إلى أن أتت أحداث 1963. وكان سي محمد آنذاك مديرا مساعدا للحزب. وقد كنا نعتقد في باريس بأنه عنصر أساسي في عملية التخريب والنهب والتآمر الذي وقع في باريس، لست أدري إن كان سي محمد يشاطرني هذا التشخيص أم لا. وللتذكير فقد جرت انتخابات ديمقراطية تغلب فيها اليسار على الدستوريين، ولم يهضم الطلبة الدستوريون ذلك، واستعملوا لأول مرة الضرب والعنف الجسدي واستولوا على صندوق الاقتراع. وقد كنا نعرف تماما بأن شطورو كان يسير العملية من أولها إلى آخرها. هذا الشرخ هو نقطة البداية لإيقاف هذا التيار الذي كان يسمح للنخبة التونسية، مهما كانت قناعاتها أن تتعايش وتعود إلى تونس لخدمة هذا الوطن الذي نحبه جميعا. لكن منذ ذلك اليوم وقع الإقصاء، ومنذئذ تتالت الأحداث وجاء مؤتمر 1964 الذي أقر الحزب الواحد، وصدرت كتابات سي محمد التمجيدية لشخص بورڤيبة. وسؤالي : هل أن سي محمد كان على وعي بما ألم بالنخبة التونسية منذ ذلك الحين إلى يوم الناس هذا من خسارة في وجود حياة ديمقراطية داخل منظمة قومية ؟ وقبل ذلك أطرح سؤالا : هل صحيح أن محمد الصياح كان عضوا أساسيا وراء هذا التلاعب ؟ ذلك أننا كنا على قناعة بأنه كان وراء سفارة تونس وعبد الحميد عمار وعدد من الطلبة الفاشيين التونسيين. سؤالي خطير وجدي في نفس الوقت : ما هو دورك في هذا ؟ وهل أنت على قناعة بأننا مازلنا نعاني ويلات هذا الشرخ ؟ المهم أنه لو لم يقع ما وقع في باريس، لما ظهرت برسبكتيف، لقد وجدت ضمن وطنيين غيورين فهموا أن زلزالا وقع في حياة المثقفين في تونس، حيث قرر النظام إلغاء الإطار الجامع وبالتالي فمن واجبنا أن ندافع عن أنفسنا في أطر ارتأيناها حسب اجتهاداتنا وحسب قناعاتنا.

محمد الصياح :

شكرا للداعيين لهذا اللقاء جميعا وفي مقدمتهم الأخ نور الدين بن خذر لأنه هو الذي عبر في الندوة السابقة على نفس هذا المنبر عن الرغبة في المشاركة معي في هذا اللقاء، وقد سمعت عن التأثر الذي بدا عليه وهو يدلي بشهادته بخصوص تكوين هذه الحركة، وهو ما دفعني بصفة تلقائية إلى قبول الفرصة للحديث معه. لم نلتق من قبل ولكن كانت لدي الكثير من المعلومات من محمد بن اسماعيل الحاضر بيننا اليوم وآخرين ليسوا حاضرين من مثل بلڤاسم الشابي ... لقد كنت أعرف عددا كبيرا من الإخوة الذين أسسوا هذه الحركة واضطلعوا فيها بمسؤوليات وعاشوا أزمتها ومحنتها. وإني سعيد اليوم لهذا اللقاء الذي يجمعني مع سي نور الدين وأريد أن أعبر لك عن شعوري إزاء ما قلته شخصيا إزاء شخصي، وقد عبرت عنه بصفة تلقائية وأريد أن أقول بعد أن استمعت إليك. الحديث الذي ذكرته بالنسبة لجماعة الحامة قد عبرت عنه بطريقة أخرى، إذ قلت أن محمد الصياح خصم وليس عدوا، ومن عاشر بورڤيبة أو تابع عمله، يعرف أن من توصياته إلى الأجيال المتوالية أن العدو يجب أن نجعل منه خصما، والخصم يجب أن نجعل منه الشريك الذي سنتفاهم معه ذات يوم. ودون أن نلتقي على نفس الخط السياسي، فإن ما يجمعنا هو تربة تونس، هو الرؤية العامة لشعبنا وهو الثقافة السياسية التي انتشرت إبان الحركة الوطنية وبما كان بورڤيبة يبذله من جهود. إن ما تسميه كارثة حدثت في شهر ماي 1963 وكان ذلك بمناسبة انتخاب نواب اتحاد الطلبة للمؤتمر المزمع عقده في الصائفة الموالية. أوافقك على مجريات الحديث. وقد كنت آنذاك مديرا مساعدا للحزب، مسؤولا فقط على الجريدة ولم أكن مسؤولا على الشباب الدستوري، لم تكن لي مسؤولية مباشرة، ولكن مع ذلك أعتبر نفسي مسؤولا، لا تقل مسؤوليتي عن مسؤولية مدير الحزب أو المسؤول عن الشباب الدستوري آنذاك. لقد كنا جميعا مسؤولين على ما حدث من تصرفات، وإلا لكان علي أن أحتج أو أنسحب أو أستقيل، وهذا لم يتم. وأريد أن أقول بكل صدق وصراحة أن قناعتي في ذلك الوقت، أن قد وقعت تجاوزات من قبل الطلبة الدستوريين الموجودين في باريس والمسؤولين في الاتحاد. في ذلك الوقت كنت أشعر بحدوث خطإ ولكن ذلك الخطإ لم يكن بدون موجب، إذ هناك حدث سابق كان وراء التوتر وقضى على الأريحية التي كان يسير عليها الاتحاد العام لطلبة تونس. لقد وقع تشنج وقد بدأ منذ فيفري 1961 عندما اغتيل لوممبا، إذ وقعت حركات تنديد بالاستعمار في العالم وفي تونس. البعض من الإخوان في المكتب التنفيذي وخارجه، ومن ضمنهم سي بلقاسم الشابي، طلبوا مني ضرورة أن نقوم بحركة احتجاجية مظاهرة أو إضراب عام. فاقترحنا أن يتم ذلك في إطار تجمع كبير meeting بمناسبة يوم التضامن الطالبي العالمي ضد الاستعمار الذي يصادف يوم 21 فيفري، وقد هيأت شخصيا لأن يتم ذلك مع الاتحاد العام للشباب التونسي الذي يضم الشبيبة الدستورية والكشافة... وذلك للتعبير بأن التونسيين وشمال افريقيا ينددون بعملية الاغتيال ويعبرون عن تضامنهم مع الشعب الكونغولي، وقد تم الاجتماع في بورصة الشغل. وخلال ذلك الاجتماع انتبهنا إلى جلبة وضوضاء فخرج بلقاسم الشابي ليستجلي الأمر ورجع ليعلمني بأن الطلبة قد وصلوا وأنه لم يسمح لهم بالدخول. فطلبت منه أن يتوجه إليهم لتهدئتهم فوقعت مشادة بينه وبين مسؤول الشبيبة آنذاك فخرجت شخصيا وإذا بالشعارات المرفوعة : غيستابو، فاشيست، لماذا هذا الاجتماع مع الحزب والشبيبة الدستورية. طلبت منهم الدخول فدخلوا واستمرت الضوضاء لمدة تفوق الربع ساعة تخللتها هتافات وشتم. بعد الاجتماع توجهت إلى مقر الاتحاد حيث التقيت مع هذه المجموعة. لقد قرأت في بعض الكتابات أن في اتحاد الطلبة حتى 1957 لم تكن هناك مطالبة بالاستقلالية وهو ما حدث سنة 1957 وكان ذلك بمصادقة المؤتمر على ميثاق الطالب، وهنا أريد أن أفيدكم بأني كنت من المساهمين في تحرير هذا الميثاق. لقد كنا متفقين ليس على أن يكون اتحاد الطلبة مستقلا عن الأحزاب، وإنما أن يكون مفتوحا على كل الأحزاب. فكان هناك اتفاق على أن اللائحة السياسية التي صادق عليها المؤتمر السنوي يجب أن تقبل بالإجماع، وكان هناك نقاش وحوار. هذه الروح كانت سائدة وتواصلت فيما بعد، ولذلك نحن كدستوريين كنا نحرص عند انتخاب الهيئة الإدارية على تمثيل الأقليات واستمر ذلك حتى 1961. وبمناسبة اغتيال لوممبا، ظهر موقف حاد من قبل المنتمين للحزب الشيوعي حتى لا يستمر التعاون مع الحزب، وأصبحت تونس في حد ذاتها متهمة بأنها موالية للامبريالية، ذلك أن للجو السياسي العالمي تأثيره إذ كان هناك صراع آنذاك وكانت روسيا ضد تدخل الأمم المتحدة في الكونغو وكانت تونس أول بلد يساهم بجنوده في هذا التدخّل. لقد حدث آنذاك تصعيد من الطرف المقابل وهو ما حال دون استمرارية الوضع على ما كان عليه. هذه الحدة ظهرت من قبل وهي التي هيأت لما حدث فيما بعد. في حرب بنزرت انعقد مؤتمرنا خلال الحرب، العديد من الإخوان ممن لهم انتماءات أخرى أرادوا التنديد في اللائحة السياسية العامة بالحزب، وتجلي ذلك في مداخلاتهم. التأزم الذي حدث سواء عند اغتيال لوممبا أو بمناسبة حرب بنزرت، كان وراء النشاز في الموقف. ثم جاءت المؤامرة التي كانت كارثة كبرى وكانت سببا في حظر الحزب الشيوعي وإيقاف جريدتي الطليعة وتريبون دي بروغري. أعود إلى ما حدث في فيفري 1961، إذ انعقدت بعده هيئة إدارية استمرت 4 أو 5 أيام وصدرت لائحتها في الجرائد آنذاك وحدث ذلك دون تدخل من الحكومة. بالنسبة لقضية باريس، بعد الإعلان عن المؤامرة وحظر نشاط الحزب الشيوعي، أصدر فرع باريس الذي كانت أغلبيته من اليسار عدة لوائح نددت بقرارات الحكومة ودافعت عن الحزب الشيوعي، وهو ما جعل المكتب التنفيذي يحل الفرع إذ من المفروض أن لا تنشر تلك اللوائح إلا بعد مرورها بالمكتب التنفيذي، وأعيدت الانتخابات وفاز بها نفس الاتجاه فأصبح هناك صراع كبير وما أريد أن ألفت نظركم إليه، هو أنه لم يكن هناك قرار سياسي. أعيد لأقول بأني أتحمل مسؤوليتي وأعترف بحدوث تجاوز لم يكن مجانيا وإنما لأسباب أخرى كانت وراء التشنج. إثر ما حدث في باريس قام المكتب التنفيذي بحل الفرع ورفت مجموعة من الطلبة من بينهم محمد الشرفي وأحمد السماوي... ثم جاء مؤتمر الكاف. أريد أن أبين لكم أن الانتماء لم يصبح عضويا من الاتحاد في الحزب، وإنما وقعت الإشارة في نص ميثاق الطالب إلى أن الاتحاد فخور بالدور الذي قام به في الكفاح التحريري تحت راية الحزب وبورڤيبة وحتى دون أن يغلق المنظمة أمام كل التيارات أو يحول دون التعايش بينهما. أعتقد أن قد وقعت تجاوزات وحتى انزلاقات من الجانبين يمكن تفسيرها بالمناخ والموضة وأن تلك الحدة أو الراديكالية لم تكن خاصة بتونس وقد سيطر ذلك عدة سنوات على الساحة العالمية وقد جلب لنا الكثير من المتاعب والمشاكل والكثير قد نالهم السجن، ولكن كونوا واثقين من أنه عندما كنتم في السجن لم نكن مرتاحين وكل ما وقع إنما كنا مضطرين إليه اضطرارا، لأن لدينا نظرة أخرى كمسؤولين في الدولة. وأريد أن ألفت نظركم إلى شيء آخر وهو أن قد كانت هناك أشياء كثيرة إيجابية، الفضل فيها يعود إليكم وإلينا أيضا.

A suivre...